الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

القرآن : .... رؤيا العقل..... ورؤيا القلب

1:03 م


كنت أصلي خلف تلميذي الماليزي - 17 سنة - في صلاة العشاء فقرأ :

(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)

فلما وصل إلى قول الله  : (وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) 
انقطعت أنفاسه ، وتحشرج صوته ، واختلطت تلاوته بأنين البكاء.

فتأملت موطن بكاء الفتى فرأيت أن :
هذا الفتى قد عاش الموقف وتخيله؛
لقد دار في مخيلته الصورة وتمثل الموقف أمام عينيه 

فرأى الفتى النبي  وقد انفض عنه بعض أصحابه طلبا للهو أو دنيا

فلما تمثل له النبي أمام عينيه وحيدا (وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) غلبته عبرته حزنا وألما.

فقلت لنفسي :
لقد مررت بهذه الآية مرات ومرات 
فكم مرة تدبرتها وتأملتها فرأيت ما رأى هذا الفتى؟

فوجدت كأن الآية لم تمر على قلبي.
لقد مرت على لساني وعقلي مرارا 
أقرأ وأعي ما أقرأ لكن الآية ومعانيها والصورة التي تحملها لم تتمثل لقلبي.

فرأيت المعنى بعقلي ولم أره بخيالي وقلبي.

وكان هذا هو الفرق بيني وبين تلميذي فظهر أثره عليه ولم تتحرك له جوانحي.

وهذا هو الفرق بين : 

الإدراك الظاهري لمعاني آيات كتاب الله 
والإدراك القلبي وجريان أمثلة القرآن وصوره على الخيال فتتمثل لك كأنها حية نابضة أمام عينيك ، فتعيش الصورة ، وتعيش الموقف.

فترى بقلبك ما لا تراه بعقلك.

أخوكم د. محمد الجبالي

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=2189060&postcount=1

0 التعليقات:

إرسال تعليق